هل تعرف محافظة سوهاج ؟!
إنها محافظة من محافظات صعيد مصر .. محافظة صغيرة لطيفة تمثل مخزن هائل من مخازن ( المصري الأصيل ) الموشك على الانقراض للأسف .. وبالطبع تروج فيها الحكايات والقصص غير العادية وتجد إذاناً صاغية .. وهناك وعلى بعد أربعة أو خمسة كيلومترات من مدينة ( البلينا ) توجد قرية صغيرة اسمها ( بني حلوة ) .. نعم اسمها هكذا ( بني حلوة ) .. وهي قرية صغيرة من قرانا الأصيلة الجميلة ولا شيء يميزها في الحقيقة عن معظم قرى مصر في الشمال والجنوب فيما عدا شيء واحد .. شيء صغير أقرب ما يكون لخرافة محلية الصنع منتشرة بشدة .. فمن الغريب إن ثلاثة أرباع حوادث السيارات التي تقع على خط ( البلينا – جرجا ) تحدث أمام مدخل هذه القرية بالضبط !
بل إن المنطقة نفسها أصبحت مشئومة لدرجة أن راكبي السيارات يبسملون ويرجون السلامة من الله عندما يجدون أنفسهم بالقرب من ( بني حلوة ) ويتمنون الخروج من هناك سالمين .. والمشكلة ليست في حوادث السيارات التي تحدث على الخط .. فما أكثر الحوادث المماثلة في مصر .. ولكن الغريب أن كثير من الناس منهم سائقين وركاب عاديين وإناس متعلمين ذوي شأن يصرون على أن هناك ماعز أسود غريب الشكل يظهر أحياناً فجأة أمام إحدى السيارات المارة بالقرب من القرية ، فيفقد السائق السيطرة عليها ويتصادم مع سيارة أخرى أو يهوي في الترعة المحاذية .. والناجون دائماً قليلون أو .. لا يوجد ناجين غالباً !
المشكلة أن بعض هؤلاء الشهود هم من السائقين الذين تعرضوا لحادث غريب في هذا المكان ونجوا بأعجوبة ليؤكدوا بعدها أنهم شاهدوا ماعز أسود تنشق عنه الأرض فجأة ويسير نحو سيارتهم .. وفجأة يفقدون سيطرتهم عليها وتتصادم أو تهوي !
************
حكاية ظريفة يتناقلها الناس الطيبون ويصدقونها .. ولكن ليس معنى هذا إنها حقيقية !
ولا أستطيع أن أحلل الشهادات المتعددة للبعض ؛ ومنهم شهود عيان ؛ ولكن ربما كان الأمر لا يعدو مجرد إيحاء جماعي أو هذيان أسطوري مما يستهوي الناس في هذه المناطق !
قلت لقريبي ذلك .. ولكي أثبت له كذب هذه الخرافة أعطيته مثالاً بسيطاً وهو أنه هو نفسه يستخدم هذا الخط ويسير بمحاذاة هذه القرية يومياً .. ذهاباً واياباً ومع ذلك لم يحدث له شيء يذكر !
ظللنا نتجادل على هذا النحو نصف ساعة أواكثر .. ثم فجأة صمت قريبي وأشار لي بإصبعه نحواليمين وقال :
 " هذه هي القرية التي أحدثك عنها ! "
ونظرت حيث أشار .. كانت ( بني حلوة ) رابضة في الظلام على بعد سنتيمترات من سيارتنا !
************

ولكن الرحلة مرت بسلام والحمد لله .. ووصلنا إلى بلدتنا الصغيرة ؛ أو بلدة أسرتي ؛ الهادئة قرب منتصف الليل .. فأنا صعيدي أيضاً .. أو على الأصح من أصل صعيدي تمام وان كنت قد ولدت وتربيت في القاهرة ولم أزر بلدة أسرتي في ( سوهاج ) إلا مرات نادرة إلا إن هذا لا يمنعني من شرف أن أكون صعيدي أصيل .. وإنه لشرف لو تعلمون عظيم !

وفي بلدتي وجدت ترحيب وود ودفء لم أتوقعه من أهلي الأصليين .. فالحفاوة في كل مكان أنزل فيه .. والناس يريد كل منهم أن يستضيفني في بيته .. وبقية أقاربي يتعاركون على من يكون لديه العشاء والغداء اليوم حتى ليوشكوا أن يجذبوني ويمزقوني بينهم !
إلا إن خرافة ( بني حلوة ) هذه ظلت تحتل جزء كبير من تفكيري لا أدري لماذا ؟!
************

ولم تكن زيارتي لبلدتي في ( سوهاج ) قاصرة على الالتقاء بأقاربي الأصليين الذين لم أراهم إلا مرات قليلة جداً حتى كدت لا أتعرف عليهم أصلاً .. ولكنها أفادتني في عملي أيضاً ومن هناك تمكنت من الحصول على عدد من الموضوعات والتحقيقات الصحفية الشيقة التي سال لها لعاب رئيس التحرير عندما أرسلتها له على طريق البريد الإلكتروني حتى كاد يطبع قبلاته على شاشة الكمبيوتر لتصلني في رسالة البريد .. المهم أنني قضيت وقتاً طيباً للغاية وسط أهلي البسطاء الممتلئين طيبة وأصلاً .. ومضت أيام زيارتي لسوهاج في لمح البصر .. وتصور .. لقد عبرت أمام القرية الملعونة ( بني حلوة ) ثلاثة آلاف مرة دون أن يحدث لسيارتنا شيء .. بل ولا حتى مجرد نفاد للوقود !

وجاء يوم الرحيل المنشود .. في الحقيقة أنه كان منشود قبل ذلك .. أما الآن فقد تمنيت من كل قلبي أن تتاح لي فرصة أكبر للتقرب أكثر وأكثر من أولئك الناس الطيبين الذين ما زالوا يحتفظون داخلهم بشيء غريب حبيب إلى النفس .. شيء غير محدد بالضبط .. ولكن لعله بقية من التراب النقي الذي جُبل منه " آدم " قبل أن تلوث أقدام البشر ومصائبهم تراب الأرض وتربتها وماءها وهواءها !
المهم أنني في ليلة من منتصف شهر يناير ؛ والبرد على أشده ؛ وضعت حقيبتي في سيارة ابن عمي " خالد " وقلت له ببساطة :
 " على مطار مبارك يا حبيبي "
************
كان مطار مبارك حديث الإنشاء وما زال أعجوبة أن ( سوهاج ) أخيراً أصبح لها مطار مثل المدن المهمة المحترمة .. وكان المسافة بين بلدتنا الصغيرة وبين ( سوهاج ) حوالى خمسين كيلومتراً .. وكان من رأي خالد أن أؤجل حجزي إلى الصباح أو إلى يوم آخر .. ولكنني أصررت على الرحيل الليلة لأنني أريد أن أكون في القاهرة صباحاً لأتمكن من تسليم بقية عملي لرئيس التحرير قبل أن تمر عليه أيام كثيرة وتصبح تقارير ( حامضة قديمة ) ..
وهكذا بدأنا رحلتنا على بركة الله .. وكانت السيارة تسير بسرعة كبيرة على طريق جيد .. ومرت ثلاثة أو أربعة كيلومترات بسلام .. وكنا في هذه اللحظة نمر بالضبط أمام قرية ( بني حلوة ) .. وفجأة راودني شعور غريب لا أفهم معناه .. وسقط الكتاب من يدي وشعرت بشيء غريب ينظر لي من يساري .. رفعت وجهي فوجدت القرية رابضة إلى جوارنا تماماً ، مدخلها الأصلي على يساري ، والمدخل الثاني الذي يتكون من كوبري صغير على يميني .. وهناك على يميني وجدت نفسي ؛ أحدق مباشرة في وجه ماعز ضخم أسود اللون قبيح ككابوس .. من أين جاء لا أدري ؟!
وسمعت ابن عمي يبسمل بصوت مرتجف ويردد بذعر :
 " سترك يا رب .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
ولا أذكر ما حدث بالضبط .. بل كل ما علق بذاكرتي هو صوت ابن عمي المرتجف المذعور والماعز القبيح وهو يتحرك نحونا في هدوء قاتل ويحدق في وجوهنا بعينيين ناريتين .. لم يستغرق الأمر أكثر من ثانية .. وفجأة أفلتت عجلة القيادة من يد " خالد " ووجدت السيارة تهوي بنا .. تهوي وتهوي في مكان سحيق بلا قرار !
************
فتحت عيناي بصعوبة فوجدت أسرتي كلها حولي .. زوجتي وابني وابنتي وأمي العجوز .. ولم يكونوا وحدهم بل إن كل أقاربي من سوهاج كانوا هناك أيضاً .. وحتى رئيس التحرير كان موجوداً بجانبي مباشرة .. لم أسأل إلا عن شيء واحد :
 " خالد .. ابن عمي .. أين هو ؟! "
وفوجئت بصمت عميق ونظرة متحسرة في العيون .. ففهمت .. لقد مات الشاب المسكين .. مات ليكون ضحية أخرى من ضحية هذا الماعز الشيطاني المخيف !
سألت زوجتي عما حدث .. فأخبرتني ؛ وهي تغالب دموعها ؛ أنهم اتصلوا بها من ( سوهاج ) وأخبروها أنني عملت حادثة بالسيارة أنا وابن عمي " خالد " .. فهرعت على الفور هي والطفلين وأمي من القاهرة .. وعندما وصلوا المستشفى المركزي في البلينا ( أقرب مكان للحادث ) وجدوا ابن عمي قد فارق الحياة متأثراً بإصابته البالغة .. أما أنا فكنت راقداً بين الحياة والموت أعاني من كسور عديدة في الساقين والذراع الأيمن وأحد الضلوع وكذلك ارتجاج في المخ .. وأنني رقدت في غيبوبة لمدة خمسة أيام حتى استعدت وعي الآن !
أقترب مني رئيس التحرير وقال لي بتسرع ؛ فقد جاءت الممرضة وطلبت من الزوار كلهم الخروج فوراً لأتمكن من النوم والراحة ؛ قال لي رئيسي بصوت خافت :
 " اسمع يجب أن تخبرني تفاصيل ما حدث لحظة بلحظة .. لابد إنها كانت حادثة مثيرة .. إنها عاشر حادثة تحدث في هذا المكان خلال شهر واحد ؟! "
حدقت في وجه رئيس التحرير عاجزاً عن النطق .. ماذا أقول له ؟!
أأقول له أنني أنا الذي كنت أكثر من ينكر فكرة هذه الأسطورة ويرفض تصديقها ويسخر ممن يصدقها قدر لي أن أرى هذا الماعز الشيطاني رأي العين وكأنه يخرج لسانه لى أنا بالذات ؟!
أأقول له أنني أحمق ومغرور بالباطل وأعتقد أن العلم وحده يجيب على كل الأسئلة في الكون ويحل كل المشاكل ؟!
لا لن أقول له شيء ولأحتفظ بهذا السر لنفسي .. ولأموت ذعراً وحدي ولا أدع الآخرون يسخرون مني كما كنت أسخر أنا منهم !
ابتلعت ريقي وقلت لرئيسي بصعوبة بالغة :
 " لا شيء .. لقد أختلت عجلة القيادة وفقد " خالد " السيطرة على السيارة .. وانحرفت السيارة عن طريقها وهوت في الترعة .. هذا هو كل ما حدث ! "
وعدت أكرر مؤكداً :
 " هذا هوكل ما حدث ! "
ملاحظة 
هذه القصة مستندة إلى قصص حقيقية معروفة في محافظة سوهاج مصر.




أستعاد " جون " أنفاسه الهاربة وبدأت انفعالاته تهدأ شيئاً فشيئاً .. وكاد يهبط السلم ليلحق بضحيته ليحتفل بانتصاره العظيم ، وأي انتصار .. ولكنه عندما نظر ليده المخضبة بالدماء صُعق .. فلم تكن دماء " هانا " تلك التي تغطي معصمه .. بل كانت دمائه هو !
لا سبيل للشك في ذلك .. لقد تمكنت " هانا " قبل أن يقضي عليها من أن تهبه العضة القاتلة .. عضة مصاص الدماء التي لا شفاء منها !

في الساعة الخامسة والنصف مساءً خرج المصلون بعد انتهاء القداس .. ولكن " جون " لم يخرج معهم !
لم يكن هذا غريباً على " جون " الذي اعتادت أسرته على شذوذه وانطوائه الدائم وكراهيته لمن هم في مثل سنه من الأطفال .. ولكن هذا التصرف الذي أقدم عليه اليوم كان قمة غرابة أطواره !
لذلك فإنه بمجرد عودة الأسرة إلى البيت أخذت الأم تؤنب " جون " بشدة على الموقف السخيف الذي وضعها فيه اليوم .. عندما تظاهر بالخروج معهم من الكنيسة عقب الصلاة .. ولكنه بقي في الداخل بعد إنصراف الجميع .. مما أضطر الأم المسكينة ؛ بعد مغادرة الكنيسة بأكثر من ساعة واكتشافها عدم وجوده وسط أطفال العائلة ؛ للعودة بمفردها قاطعة مسافة خمسة كيلومترات على أقدامها لتبحث عنه داخل الكنيسة .. وبالفعل وجدته جالساً في المحراب الخالى يحدق في صور المسيح بطريقة غريبة وكأنه يراها لأول مرة في حياته !
والحقيقة أن " جون " كان مغرماً منذ صغره بتأمل صور المسيح والبحلقة فيها ساعات طويلة دون ملل .. ورغم المتاعب التي سببتها هوايته العجيبة تلك لأفراد أسرته .. وخاصة لأمه التي كانت تضطر لاصطحابه كل يوم تقريباً إلى الكنيسة الواقعة على بعد سبعة كيلومترات .. فإن هذه الهواية كانت مصدر لفخر الأسرة وباعثاً للآمال في نفوسهم .. فقد كان كل أفراد عائلة " هاي " يعدون " جون " ليكون قسيساً كبيراً أو بطريركاً .. بل إن الأم كانت تطلب في صلاتها سراً أن تعيش حتى تري أبنها وقد أصبح بابا روما !
ولكن ؛ للأسف ؛ فإن تطلعات " جون " وأوهامه كانت تنحو منحي آخر .. مختلف تماماً !
************
في اليوم التالى أستيقظ " جون " مبكراً للغاية وأيقظ أمه بإلحاح غريب وطلب منها متوسلاًَ أن تصطحبه إلى الكنيسة .. وقامت الأم من فراشها منزعجة وصرخت في " جون " غضباً لأنه تجرأ على إيقاظها في حين أن الظلام ما زال باقياً ولم تشرق الشمس بعد !
ولكن الأم فوجئت برد فعل " جون " العجيب .. فقد أحمر وجهه بشكل فظيع ولمعت الدموع في عينيه .. ثم لم يلبث أن أخذ ينشج ويبكي بحرقة وبطريقة أزعجت أمه إزعاجاً حقيقياً .. فأقبلت عليه وأخذت رأسه في حضنها وأخذت تربت عليه بحنان وتعتذر له عن شدتها معه ولكنها حاولت إفهامه أنها متعبة للغاية وتحتاج إلى الراحة .. كما أن الوقت ما زال مبكراً ولا يستطيعا الخروج في مثل هذا الوقت لأنهما ببساطة لن يجدا أي عربة تقلهما إلى هناك .. كما أن الكنيسة نفسها لا زالت مغلقة الآن !
ولكن " جون " أجاب على مبررات أمه قائلاً بإصرار :
" لا .. الكنائس لا تغلق أبوابها أبداً ! "
وحاولت الأم كثيراً إثناء " جون " عن رغبته طويلاً دون فائدة .. حتى اضطرت في النهاية إلى مجاراته والذهاب معه تحت جنح الظلام !
************
وهكذا كان " جون جورج هاي " منذ حداثته .. طفلاً غريب الأطوار عنيداً .. ورغم أن أكبر الآمال كانت معلقة عليه من قبل عائلته وكانت يُنتظر منه أن يكون حديث الناس في مدينة (  ساسكس ).. فإنه قد خيب كل هذه الآمال وحطم كل هذه الأحلام .. ولكنه لم يفشل في أن يجعل من نفسه حديث الناس ليس في ( ساسكس ) وحدها .. ولا حتى في إنجلترا كلها فقط .. بل العالم بأسره ولفترة طويلة !
************
عندما وصل إلى سن الخامسة عشرة بدأت علامات غريبة تظهر على " جون " .. أصبحت تصرفاته أكثر غرابة وبدأ يهمل في دراسته وخيم عليه صمت مطبق في البيت وخارجه حتى كاد أهله وزملائه ينسون صوته .. وتخلي تماماً عن هوايته في الذهاب إلى الكنيسة والتحديق في صور المسيح .. بل أصبحت أمه تجد عنتاً حقيقياً في إقناعه صباح كل أحد بمرافقتهم إلى الكنيسة .. وكانت قمة الدلائل على سوء أحوال " جون " وترديها وصول شهادته المدرسية وبها ست دوائر حمراء .. مما يعني رسوبه في كامل مواده الدراسية !
الأب من ناحيته لم يكن يبدي أي قلق إزاء حالة " جون " غير الطبيعية .. بل أعتبر كل هذه التغييرات والتصرفات الغريبة من لوازم مرحلة المراهقة التي يمر بها وكان كل المطلوب منهم ؛ في رأيه ؛ هو قليل من الصبر حتى يعبر " جون " هذه المرحلة بسلام !
أما الأم من ناحيتها فقد جن جنونها لخيبة آمالها في هذا الولد الفاسد .. وبعد وصول الشهادة وبها هذه النتيجة الفظيعة أصيبت الأم بحالة صدمة واحباط دفعتها إلى تصرفات عصبية طائشة .. وكانت هذه التصرفات ذاتها سبباً آخر في ما آل إليه " جون هاي " ذات يوم !
************
في هذه الليلة دخلت السيدة " هاي " على ولدها " جون " في غرفته فوجدت جو الحجرة معبق بالدخان وفوجئت به جالساً بالقرب من النافذة وسط سحابة من الدخان الأسود كريه الرائحة وفي يده غليون رفيع قبيح المنظر تنطلق منه دوائر حلزونية من الدخان الأسود ويضعه في فمه !
جن جنون الأم لهذا المشهد .. وجن جنونها أكثر لأن " جون " لم يبدي أي اهتمام بدخولها الغرفة ، ولا بوقوفها أمامه .. فقد كان جالساً يدخن في هدوء دون انقطاع وكأنه لا يراها !
هذا التصرف كان كفيلاً بإطارة صواب السيدة " هاي " التي عرفت أخيراً سر تبدل أحوال ولدها .. إنه التدخين إذن يا " جون " أليس كذلك !
لم تنتظر الأم إجابة من أبنها بل لقد التقطت مشطاً معدنياً من فوق المنضدة المجاورة للنافذة وقذفته في وجه " جون " بحركة عنيفة .. كانت كافية لخدش جلد وجهه واصابته بجرح رفيع غائر في خده الأيسر .. وقبضت الأم على الغليون وجذبته من يد " جون " بعنف  وقامت بإلقائه من النافذة .. وغادرت الغرفة حانقة تاركة " جون " يقطر جرح خده دماً .. خطاً رفيعاً من الدم الأحمر القاني .. سال حتى وجد طريقه إلى شفتي " جون " والى داخل فمه !
************
فجأة عاد " جون " لطبعه القديم !
كان تغيراً مفاجئاً .. فكما تغيرت طباعه فجأة عادت كما كانت فجأة !
وعاد للاهتمام بدراسته ولصمته وانطوائه والتردد المستمر على الكنيسة .. والبقاء في المحراب بالساعات محدقاً في صور المسيح !
سُرت الأم لعودة ابنها لطبيعته الأصلية وقالت لأبيه متباهية أن الفضل في عودة " جون " ورجوعه عن تصرفاته السيئة كان حزمها وشدتها في التعامل معه .. المهم سعد الجميع بتلك النتيجة وفي غمرة سعادتهم لم ينتبه أحد في أسرة " هاي " إلى أن " جون " الذي عاد ليس هو " جون " الذي يعرفونه !
في ليلة عيد الميلاد عام 1942 تعرضت لندن لقصف عنيف من قوات النازي .. وضربت أيضاً القرى والمدن المحيطة بلندن وتعرضت مدينة ( ساسكس ) لهجوم جوي مركز عنيف مما أضطر السكان جميعهم إلى هجر مساكنهم والبقاء في المخابئ لمدة زادت ؛ لأول مرة منذ اندلاع الحرب ؛ عن أسبوعين !
وكانت هذه هي فرصة " جون " التي طالما أنتظرها !
في المخبأ تعرفت عائلة " هاي " على عائلة اسكتلندية عريقة الأصل تدعي عائلة " آرثر " .. حدث التعارف بالصدفة ثم تحول إلى علاقة وثيقة .. وكان لدي عائلة " آرثر " ابنة رائعة الجمال في نفس سن " جون " تدعي " هيلما " .. اسم غريب قالت السيدة " آرثر " أنها انتقته من بين أربعة آلاف أسم من الشرق والغرب لغرابته وجماله .. وتصاحب " جون " و" هيلما " على بعضهما ثم سرعان ما توثقت علاقتهما بسرعة عجيبة واصبح لا يُري أحد منهما إلا في صحبة الآخر .. وذات ليلة ؛ وبعد مرور خمسة أيام على بدء القصف الألماني المركز ؛ هدأ القصف فجأة وصفت سماء ( ساسكس ) واختفت الطائرات المقاتلة من أجوائها ورغم أن الجميع كانوا يعرفون أن الضرب يمكن أن يعود في أي ساعة فإنهم اعتبروها فرصة ذهبية للخروج من المخبأ والترويح عن أنفسهم .. واندفع الذين لجئوا إلى المخبأ الكائن في جنوب شرق ( ساسكس ) وعلى بعد نصف كيلومتر من منزل عائلة " هاي " للخروج على هيئة مجموعات صغيرة .. وكان أول المندفعين خارج المخبأ هم أولاد عائلة " آرثر " وتبعهم أطفال أسرة " هاي " ولحق بهم الآباء من الأسرتين بعد قليل .. ولكن " جون " و " هيلما " لم يكونا ضمن المجموعة الأسرية اللطيفة !
كان " جون " في هذه اللحظة مصطحباً " هيلما " في أحد شوارع ( ساسكس ) الخالية المظلمة .. أثار " جون " إعجاب " هيلما " بذكائه وجراءته وما يعرفه من حكايات قديمة غريبة يسميها ( ساجا ) .. وكان " جون " بالحقيقة يحفظ عشرات الحكايات والأساطير القديمة الغريبة التي أبهر بها " هيلما " خلال فترات حبسهم الطويلة في المخبأ .. وكان من أثر جلسات الصبيين الطويلة معاً وجولاتهم المنفردة حول منطقة المخبأ أن أصبحت " هيلما " تثق ثقة عمياء في " جون " وعلى استعداد للذهاب معه إلى آخر الدنيا .. إلى الجحيم نفسه !
************
في الصباح التالى كان السيد " دوجلاس آرثر " عميد عائلة " آرثر " ووالد " هيلما " يجوب مدينة ( ساسكس ) من شرقها إلى غربها بحثاً عن أبنته " هيلما " التي اختفت البارحة ولم يظهر لها أثر بعد ذلك !
كان أفراد عائلة " دوجلاس " قد غادروا المخبأ مع باقي الأسر في الليلة الماضية للقيام بجولة في المنطقة ولم يصطحبوا أبنتهم الصبية معهم لأنهم افتقدوها ولم يعثروا عليها ووظنوا أنها برفقة " جون " .. ولكن عندما عادوا إلى المخبأ وجدوا " جون " جالساً بمفرده وفوجئوا بأنه أنكر تماماً رؤيته ل" هيلما " .. ولم يساور أحد من آل " دوجلاس " الشك في ادعاءات " جون " وراحوا ينتظرون عودة أبنتهم بصحبة الباقين .. ولكن تأخر الوقت كثيراً وعاد الجميع من الخارج بينما ظلت " هيلما " مفقودة !
وأصاب القلق العائلتين معاً وباتت السيدة " آرثر " ليلتها واقفة على قدميها .. ومع أول خيط للضوء أنطلق الأب وابنيه " مايكل " و" رونالد " ومعهم السيد " جورج هاي " للبحث عن الابنة المفقودة .. وجابوا شوارع ( ساسكس ) شارع شارع .. ولم يتركوا زقاقاً أو حارة منزوية أو شارع جانبي دون أن يفتشوه بحثاً عن " هيلما " .. ولكن دون جدوى !
أما في المخبأ فقد كانت الأم وكأنها تجلس على شقي جمر ورغم أن السيدة " هاي " حاولت جاهدة تهدئتها ومواساتها واقناعها بأن الرجال سيعودون ب" هيلما " حالاً .. فإن الأم لم تهدأ لأن قلبها أخبرها أنها لن تري " هيلما " ثانية .. وقد صدق قلب السيدة " آرثر " في هذا تماماً !
************
مرت خمسة أعوام وصار " جون " شاباً يافعاً مستقيم القد ممشوق القوام جميلاً وسيماً يخطف الأنظار بوسامته واناقته .. تخرج في مدرسة ( سير مولتن ) العليا للفنون وتعلم الرسم والنحت وأجادهما ببراعة وحصل بتفوقه ونبوغه على إعجاب أستاذه سير " إدوارد تومسون " مدرس النحت العتيق والفنان الماهر الذي لمع توقيعه على أشهر القطع النحتية في فترة الأربعينات والخمسينات في أوربا .. كان " جون" مغرماً برسم ونحت نماذج للجسم البشري .. كانت نماذجه بالغة الجمال وبارزة التفاصيل أشبه ما تكون بالتماثيل الإغريقية للأبطال الرياضيين .. ولكن " سير مولتن " لاحظ أن " جون " يهتم أكثر ما يهتم بإبراز العضلات والعروق في نماذجه .. وكأنه لا يري في الجسم البشري سوي العضلات والعروق !
والخلاصة أن " جون " كان في هذه الفترة سعيداً بحق .. سعيداً في البيت مع أسرته ومتمتعاً برضاء الوالدين التام عليه .. وسعيداً في دراسته بتفوقه واعجاب أستاذه العتيد ورضاءه عنه .. والأهم من كل ذلك أنه كان سعيداً للغاية في حياته الأخرى .. حياته السرية التي تشبه الضباب والتي يحيها بجسد " جون جورج هاي " وبعقل مخلوق أسطوري لا شبيه له على الأرض .. مخلوق متوحش غريب !
************
غادر " جون " المدرسة برفقة مجموعة من أصدقائه وزملائه في الدراسة .. وتوجهوا نحو بار شهير في قلب لندن وعبوا من كؤوس الخمر حتى ثملوا وتطوحوا في الهواء .. ثم أصطحب كل منهم رفيقته ليقضوا بقية الليلة في مكان آخر .. وكان من نصيب " جون " مرافقة فتاة حسناء تدعي " هايدي " .. الغريب أن كل الفتيات اللائي قُدر لهن التعرف ب" جون " كانت أسماؤهن تبدأ كلها بحرف ( الهاء ) !
************
قبضت " هايدي " بشدة على ساعد " جون " وهي تسير معه خلال الأزقة والحارات الخلفية المعتمة .. لم تكن تفهم غرام " جون " بالشوارع الهادئة والحياة المنزوية وحبه للصمت والظلام والسكون .. لم تستطع فهم هذا المزاج الغريب ولكنها حاولت تقبله والتعايش معه إستوهاباً لرضاء " جون " الذي كانت قد سقطت في غرامه بالفعل .. لسوء حظها !
لذلك فإنه عندما عرض عليها " جون " ؛ بعد إنتهاء سهرة البار ؛ الخروج معه ومصاحبته في نزهة صغيرة عبر شوارع لندن كان عرضه هذا أجمل عرض تلقته في حياتها وأهمها .. وأخرها أيضاً !
كانت " هايدي " من سكان لندن الأصليين وكانت تعرف المدينة شارعاً شارعاً بداية بالميادين والشوارع الكبرى مثل شارع (داوننج ستريت) وحتى الحارات الضيقة الملتوية المظلمة الواقعة في حي ( وايتشابل ).. ولكنها برغم ذلك وجدت نفسها فجأة و " جون " يقودها عبر شوارع وأماكن لم يخطر لها على بال أنها موجودة في لندن !
كان الشارع الذي يسيران خلاله شارعاً غريباً معتماً وكانت أكوام القمامة والقاذورات متراكمة في جنباته ناشرة رائحة عفنة سامة بينما كان هناك دخان رمادي غريب لا تري مصدره يملأ الشارع .. شعرت " هايدي " بالخوف ولكن وجود " جون " بجانبها جعلها تحاول التظاهر بالشجاعة .. بغتة جرها " جون " من ذراعها وألصقها بحائط عاري من الملاط في أشد أركان الشارع ظلاماً .. كانت يده تداعب عنقها بشكل متوتر والرعشة تهزها .. سرت " هايدي " وظنت أنه يريد أن يقبلها فاستسلمت له تماماً .. ولكنه زاد من ضغط أصابعه على عنقها أكثر وأكثر .. لم تهتم " هايدي " وضحكت قائلة له في مرح :
" شوارع كهذه  وفي لندن نفسها ؟! "
لم يرد " جون " عليها .. وفجأة تحولت المداعبة إلى مذبحة !
ف " جون " الرقيق أنشب مخالبه فجأة في عنق رفيقته بقسوة رهيبة كان من الواضح أنه يحاول انتزاع حنجرتها !
أجفلت " هايدي " واستولي عليها رعب رهيب وحاولت الصراخ .. ولكن يد " جون " الباردة القاسية التي تحولت فجأة إلى ملزمة أطبقت على فمها .. حاولت " هايدي " التملص بكل الطرق ولكن لا فائدة مع هذا الوحش الحديدي الذي يطبق عليها .. وبعد صراع أستمر ستة عشرة دقيقة لفظت " هايدي بيشوب " أنفاسها بعد أن قطع " جون " حنجرتها بيده وانتزعها من مكانها .. وكادت تهوي أرضاً .. ولكنه لم يتركها تفعل .. فقد أمسكها بقوة والصق شفتيه بعنقها كالعلقة .. ومضت نشوته تتزايد من كل قطرة دم جديدة يلعقها ويستمتع بمذاقها !
وراح يمتص الدماء في شراهة مردداً في سخرية :
" نعم يا عزيزتي في لندن نفسها " !!
************
آثار اختفاء " هايدي بيشوب " الذعر في المدرسة .. قيل أنها كانت برفقة زملائها في سهرة صاخبة في أحد البارات بوسط لندن وقضت الوقت معهم .. ثم غادرت البار ولا أحد يعرف ماذا إذا كانت قد ذهبت بمفردها أو برفقة أحد ما !
كانت هذه هي كل ما أدلي به رفاقها من معلومات .. أما " جون " فقد أكد أنه لم يرها بعد سهرة البار ولا يعرف أين يمكن أن تكون قد ذهبت !
وأُخذت أقوال كل زملاء " هايدي " ثم أرسلت برقية لأسرتها التي كانت في هذا الوقت تقضي الشتاء في ( فينيسيا ) الإيطالية .. وحضرت والدة " هايدي " ووالدها السير " هنري بيشوب " الثري المعروف وعضو البرلمان وكانا في حالة بالغة من الذعر والاضطراب .. خاصة وأن " هايدي " كانت فتاة مهذبة رقيقة ليس لها علاقات غير مرغوب فيها ولم يسبق لها الاختفاء أو الهرب من المنزل ، كما أنها أبنتهما الوحيدة العزيزة !
وحاول السيد " بيشوب " بعلاقاته المتعددة وشبكة المعارف الهائلة التي يمتلكها أن يعرف أي معلومات عن أبنته .. لدرجة أنه كلف تحري خاص بالبحث عن " هايدي " .. ولكن كل هذه الجهود لم تأتي بأي نتيجة وظل اختفاء " هايدي " لغزاً .. لغزاً لا يملك حله في الكون سوي هذا الفتي الوسيم الهادئ الذي لم يتسرب إليه الشك إطلاقاً .. " جون جورج هاي " !
وبعد مرور بضعة أشهر أوقف البحث عن " هايدي " وأُغلقت قضيتها وأُقفل ملف القضية وسلم إلى محفوظات ( سكوتلنديارد ) لحفظه .. وخلف هذا راحة عميقة في نفس " جون " إلى حد أغراه بالبحث عن ضحية أرستقراطية جديدة بعد أن شعر بالأمان .. على الأقل ليستطيع أن ينسي طعم دماء فتيات الليل التي مل مذاقها الكريه !
************
لم يكن هناك طريق وسط الغابة .. كانت الأشجار كثيفة للغاية ومتشابكة بشكل  جعل المرور عبرها شبه مستحيل !
ولكنه هو عندما أقترب أنفتح الطريق فجأة وتوسعت الأشجار تاركة له طريق عريض واضح عبرها .. لم يكن له ملامح محددة ، فقط كان كتلة من اللونين الأسود والأحمر .. مشي المخلوق الغامض وسط الأشجار وظل يمشي ويمشي حتى أتي إلى وسط الغابة .. وهنا مد يده خلفه ثم أستخرج كوب من مكان خفي وحمله وأقترب  من أحدي الأشجار .. أقترب من الشجرة التي راحت ترتجف وتهتز وترتعش .. أقترب المخلوق وأقترب ثم مد يده من لحاء الشجرة وبدأ يلمسه بحنان ورفق .. وأخذ الرجل يربت ويربت على الشجرة التي توقفت تماماً عن الاهتزاز واستقرت مكانها فترة طويلة .. ثم قرب وجهه الخفي منها وأخذ يناغيها بصوت غريب وبكلمات بلغة غير مفهومة .. وبعد لحظات بدأ لحاء الشجرة يقطر قطرات من سائل أحمر غليظ .. وأخذ اللحاء يقطر ويقطر حتى امتلأ الكوب الذي يحمله الرجل في يده !
أستيقظ " جون " فزعاً وتلفت حوله خائفاً مذعوراً .. ثم نظر إلى الكوب الموضوع بجواره على المنضدة ومد يده إليه وجرع ما به في شربة واحدة !
************
ألقت " هانا " الكرة ببراعة في السلة فعبرتها بسرعة البرق مسجلة هدفاً جديداً لفريق ( جولدن بيتش ) لكرة السلة .. كان الفريق يتصدر دوري السلة النسائي وكانت " هانا أوبنيان " هي نجمة الفريق المتألقة وبطلته المحبوبة التي يحصل على البطولات دائماً بفضلها !
وقد تعرفت الآنسة " أوبنيان " على فنان شاب حساس أشتهر ولمع أسمه بعد حصوله على الجائزة الذهبية في معرض دولي للنحت أقيم في لندن مؤخراً عن تحفته الرائعة ( مخلوق الحلم ) !
كان هذا الشاب الوسيم قد تعرف ب" هانا " عن طريق صدفة مدبرة ببارعة في أحد بارات لندن الراقية .. تعارفا وتبادلا كلمات قليلة كانت كافية لإشعال إعجاب " هانا" بهذا الصبي الغر المفتون الذي سقط في أحابيلها ببساطة كما توهمت !
وبعد مرور أسبوعين على بدء تعارفهما كانت العلاقة بينهما قد وصلت لحد يسمح له بأن يعرض عليها السهر معه في حفل خاص بصديق له في منزل واقع بأطراف لندن .. وهكذا ذهبت " هانا " لتصطاده هناك وتوقعه .. بينما كان هو يعتقد أنه هو من سيوقع بها !
************
بكامل زينتها كانت " هانا " تقف أمام باب المنزل في الموعد بالضبط .. قرعت الجرس وبعدها بلحظة فتح لها " جون " الباب بنفسه .. وقادها عبر سلم حلزوني ضيق مظلم إلى الطابق العلوي .. تعجبت " هانا " من قبح المنزل وقذارته وسألت " جون " ضاحكة عما إذا كانت أمه قد نسيت أن تركب له أنف وهو صغير !
جاراها " جون " في مزاحها وعرض عليها أن يحضر لها أي مشروب تريده ، فطلبت قليلاً من الروم وخلعت معطفها وجلست باسترخاء فوق أحد المقاعد .. تعجب " جون " لأنها لم تسأله عن الحفل أو عن صديقه ، وبينما كان يعد لها الشراب في المطبخ أخذ يفكر قلقاً في هذا الأمر حتى أنتهي في تفكيره إلى أنها فتاة محنكة خبيرة ولابد أن هذا الموقف قد مر بها من قبل مما جعلها تدرك الأسباب الحقيقية للدعوة .. سر " جون " لذلك وخيل إليه أن الصيد سيكون أسهل كثيراً من المتوقع .. المهم أن " جون " عاد حاملاً كأسا من الروم به كمية وافرة من المخدر وقدمه ل " هانا " بحركة رشيقة .. فتناولته الفتاة منه وقربته من شفتيها وكادت ترشف منه .. ولكنها فجأة تراجعت عن شربه ووضعته فوق المنضدة الخفيضة الواقعة بينهما ثم دعت " جون " للجلوس بجانبها .. وجلس " جون " بجانبها على المقعد مرتبكاً وأخذا يتبادلان حديثاً مكرراً سخيفاً أصابه بالملل .. فجأة سكت " جون " وأخذ ينظر ل" هانا " نظرات غريبة .. كان قد وصل لقمة الظمأ وطال انتظاره أكثر من أي مرة سابقة .. إنه لم يعد يستطيع الانتظار .. إنه يريد أن يتذوق دماء هذه الفتاة .. والآن !
فجأة تحرك " جون " ولكن حركة " هانا " كانت أسرع منه .. وقبل أن تصل يده إلى عنقها كانت قد قبضت عليها بيد من حديد وأوقفتها في الهواء .. ترنح " جون " وفزع من هول المفاجأة .. حدقت " هانا " في وجهه طويلاً بنظرة سوداء بغيضة يعرفها جيداً .. فقد سبق له أن رآها آلاف المرات في صورته المنعكسة في المرآة !
أخذت " هايدي " تحدق طويلاً فيه .. ثم فجأة تخلت عن يده وأخذت تضحك .. كان ضحكاً متواصلاً هستيرياً أثار جنون " جون " ؛ الذي نال ما يكفيه من خيبة الأمل هذه الليلة !
صفقت " هانا " بمرح وقالت بسخرية :
" نعم يا عزيزي .. تصور .. في لندن نفسها !! "
صُعق " جون " وعجز عن النطق .. بينما تركته " هانا " غارقاً في ذهوله وتناولت معطفها وأخذت تهبط السلم العفن المظلم في طريقها إلى الخروج !
************
ظل " جون " جالسا كالتمثال مكانه وهو يسمع صدي صوت خطوات " هانا " على السلم .. كان يحدق فيما بين قدميه وقد أصابته الضربة على أم رأسه بالضبط فأفقدته قوته وقدرته على التصرف .. ولكن بغتة لمعت عيناه ببريق شيطاني يخيف الشيطان نفسه ووثب من مكانه والتقط سكيناً ضخماً يحتفظ به أسفل حشوة المقعد الذي كانت تجلس عليه " هانا " .. ألتقط السكين وقفز درجات السلم كلها في خطوة واحدة ليلحق ب" هانا " .. أحست به " هانا " وتصدت له بجراءة وعندما حاول طعنها بالسكين تفادتها ببراعة .. ثم ضربته بقبضتها في صدره فأحس أنها حطمت قفصه الصدري .. ركلته " هانا " ركلة عنيفة أوقعته على السلم ثم أسرعت محاولة الفرار .. ولكنه بالفعل منعها وأوقفها بأن تمكن من غرس السكين في رقبتها من الخلف .. وسقطت " هانا " مرة واحدة .. سقطت وتدحرجت على السلم وهناك حشرجة غريبة تنطلق من حلقها المقطوع .. سقطت وسقطت حتى وصلت إلى بئر السلم .. وهناك لفظت أنفاسها الأخيرة !
أستعاد " جون " أنفاسه الهاربة وبدأت انفعالاته تهدأ شيئاً فشيئاً .. وكاد يهبط السلم ليلحق بضحيته ليحتفل بانتصاره العظيم ، وأي انتصار .. ولكنه عندما نظر ليده المخضبة بالدماء صُعق .. فلم تكن دماء " هانا " تلك التي تغطي معصمه .. بل كانت دمائه هو !
لا سبيل للشك في ذلك .. لقد تمكنت " هانا " قبل أن يقضي عليها من أن تهبه العضة القاتلة .. عضة مصاص الدماء التي لا شفاء منها !
************
كان السير " إدوارد تومسون " جالساً في مكتبه يتفحص في إعجاب آخر قطعة نحتية أنتجها تلميذه النجيب " جون جورج هاي " وأهداها له .. كانت هذه القطعة على شكل صبية في حوالى الرابعة عشرة من عمرها ، جميلة مستقيمة القد يفيض وجهها ملاحة وبراءة وتفاؤل .. وقد أبدع " جون " حقاً في تفاصيل التمثال بشكل جعل السير " تومسون " نفسه ، المعروف بتحفظه الشديد ونقده الدائم لأعمال تلاميذه ، لا يتردد في إظهار إعجابه الشديد بل وافتنانه بهذا العمل الرائع .. حتى أنه علق أمام باقي تلاميذه ممتدحاً العمل بدون تحفظ ووصف " جون " بأنه فنان فرعون .. ومؤكداً أن " جون " بالتأكيد به دم مصري قديم ورثه عن أسلاف عاشوا في طيبة من آلاف السنيين ووهبوا " جون " هبة الفن الخالد !
ولكن السير " تومسون " وهو جالس الآن يتفحص التمثال بعين الناقد المعجب كان يراوده شعور غريب .. هو لم يكن رجل ممن يؤمنون بالروحانيات والأنفس الشفافة التي تري ما هو وراء الأمور المادية .. ورغم أنه فنان إلا إن فنه لم يكن معتمداً على أي قدر من الحس والمشاعر الجمالية بل كان معتمداً تماماً على المقاييس الرياضية والمعادلات الفيزيائية .. ولكنه الآن يشعر بشعور لا يعرف كيف يصفه .. كان يقلب التمثال بين يديه ويدور حوله متفحصاً كل تفاصيله الدقيقة .. وظل السير " إدوارد " يتفحص التمثال حتى وصل إلى قاعدته وهناك راوده  شعور غريب يطلب منه بإلحاح أن ينظر في قاعدة التمثال .. وبالفعل بذل الفنان الرصين جهده ليتمكن بيديه الهزيلتين المسنتين من رفع التمثال على قاعدته .. وعندما أرتفع التمثال وجد السير " إدوارد " على قاعدة التمثال كتابة صغيرة جداً بخط " جون " الذي يعرفه جيداً .. وكانت الكتابة لا تتجاوز سطر واحد يقول :
" إلى روح هيلما آرثر .. التي كانت أول قربان لي أمام سيد هذا العالم الغريب الساحر " !
وهنا لم يتمالك سير " تومسون " نفسه بل وجد نفسه يطلب سكرتير المدرسة ويطلب منه ملف " جون جورج هاي " فوراً !
************
كانت الغابة تقف مرة أخري شامخة مهيبة كثيفة لا تسمح لرجل بشرية أن تشقها .. ولكنه عندما أقترب منها مرة أخري تفسحت الأشجار وتوسعت تاركة له طريق عريض عبرها .. عفواً فلم تكن أشجار هذه المرة بل كانت صلبان .. صلبان حجرية ضخمة تتجمع مكونة غابة كثيفة عجيبة من الصلبان المتجاورة المتشابكة .. وفي هذه المرة أيضاً كان الرجل الغامض ؛ الذي لا يمكن رؤية ملامحه أبداً ؛ حاملاً كوبه العزيز .. ومر به وسط الصلبان التي أنت عند اقترابه منها وحنت  إليه .. وعندما أقترب الكوب منها أخذت الصلبان تنزف دماءً غزيرة تسيل على أوتادها الرأسية وتملأ الكوب الذي يحمله الرجل .. ولكن في هذه المرة لم يستيقظ " جون " فزعاً ربما لأنه أدرك ؛ للمرة الأولي ؛ أنه لا يحلم مطلقاً .. وأن ما يراه أمامه هو الواقع حتى وإن بدا عصي على التصديق .. تغلب " جون " على مخاوفه وأخذ يقترب من الرجل الغامض المتواري في رداءه الأسود الأحمر حتى صار قاب قوسين منه .. وعندئذ ألتفت له المخلوق العجيب .. وقدم له الكوب الممتلئ دماً .. تناول " جون " الكوب بعد تردد ورفعه إلى شفتيه وكاد يرشف منه أول رشفه مستمتعاً بمذاق الدماء التي لم يتذوقها أحد من البشر من قبل .. ولكن فجأة هبت ريح رمادية باردة وأزاحت الغطاء عن وجه المخلوق الغامض .. وذعر " جون " عندما نظر ورأي .. وساءه ما رأي .. فلم يكن الملتف بالرداء سوي " هانا " .. " هانا أوبنيان ".. نفسها جاءت إليه مرة أخري !!
************
أثارت اعترافات " جون جورج هاي " الذعر في ( ساسكس ) وفي بريطانيا كلها .. ودوت أخبار محاكمته في كل أنحاء أوربا .. وقيل أن الشرطة اقتحمت المنزل الذي يستأجره في أطراف لندن لتجده في حالة تشبه الاحتضار وتم تفتيش البيت .. فكانت نتائج التفتيش مثيرة للذعر والاشمئزاز .. أكواب وملابس وملاءات ملوثة كلها بدماء ، ثبت بعد التحليل أنها دماء بشرية .. وبقايا جثة طافية فوق حوض من حمض ( الكبريتيك ) كان " جون " يحتفظ به في قبو المنزل واعترف أنها جثة رفيقته " هانا أوبنيان " لاعبة السلة الشهيرة .. وتم اقتياده إلى مركز البوليس وتم استدعاء طبيب للكشف عليه وتقدير مدي خطورة حالته الصحية .. وبعد يومين جاءت نتائج التحاليل مذهلة .. ف" جون جورج هاي " لا يعاني من أي متاعب أو اضطرابات صحية بل على العكس فهو في أتم صحة واحسن حال ممكن .. إذا فلماذا يحتضر ببطء ؟!
لم يعرف أحد من الأطباء السبب في حالة " جون " الغريبة .. ولم يحاول " جون " الإنكار أو إخفاء أي معلومات أو حقائق .. بل على العكس فقد أعترف بأشياء لم تكن أصلاً ضمن الاتهامات التي وجهت إليه .. وهكذا وبدلاً من أن يتم توجيه تهمة القتل العمد له في قضية " هانا أوبنيان " فقط وجهت إليه تهمة القتل العمد لثمانية عشر قتيلاً .. خمسة عشر منهن من بنات الليل والثلاثة الباقيات هن " هيلما آرثر " التي اختفت في مدينة ( ساسكس ) في أوائل عام 1943م ، والثانية هي " هايدي بيشوب " التي اختفت في عام 1947م بلندن .. واخيراً الآنسة " أوبنيان " التي تم العثور على بقايا جثتها في منزل " جون " !!
وهكذا اكتملت كل أدلة الاتهام واضيف إليها أهم عنصر على الإطلاق .. وهو اعتراف " جون " الرسمي الكامل الذي تبرع به بمحض إرادته !
ورغم محاولات أسرة " هاي " لتبرئة أبنهم ومحاولاتهم لتوكيل أكبر محامي في إنجلترا للدفاع عنه فإن " جون " رفض كل هذه المحاولات .. وبدا حريصاً ؛ أكثر من أسر الضحايا أنفسهم ؛ على أن ينال حكم الإعدام دون إبطاء ..
وكان ل" جون " مبرر وجيه في هذا .. فهو يعرف جيداً أنه لن ينجو مما أصابه .. لن ينجو من عضة " هانا " أبداً ، وإذا لم يتم إعدامه بسرعة فإن مصيراً  أسوأ من الموت بانتظاره ..
وبالفعل فلم يتوان القاضي عن الثأر لكل ضحايا " جون " .. ولم يتأخر عن تلبية رجاء " جون " .. فأصدر حكم إعدامه بعد جلسات محاكمة قليلة هزت بريطانيا هزاً .. وظلت في مخيلة جيل كامل عاش هذه الأحداث !
والى الآن لا تزال القطع النحتية الموقع عليها باسم " جون جورج هاي " تقف في أهم المتاحف في بريطانيا .. شاهدة على العبقرية .. العبقرية المريضة المشوهة !









شعور سخيف إنك تحس بإن وطنك شيء ضعيف .. صوتك ضعيف .. رأيك ضعيف إنك تبيع قلبك وجسمك .. وإنك تبيع قلمك وإسمك .. ما يجيبوش حق الرغيف سألوا جحا عن سر ضحكه قالك أصل اتنين و شبكو .. اللى كان من تحت ميت .. واللى كان من فوق كفيف .. دا شعور سخيف و شعور سخيف إنك تكون رمز الشحاتة .. تبنى مبنى للشحاتة .. تعمل وزراة للشحاتة يا ساقية دورى عدى فوقى و دوسى .. نصبوا عليا و شحتونى فلوسى .. ربطونى فيكى .. حتى ما اتغميت .. هما اللى فرحوا .. وحدى أنا اتغميت أنا اللى صاحب البيت عايش بدون لازمة .. و لما مرة شكيت .. إدونى بالجزمة مش لاقى تطفح أديك .. هاتولنا و جيبولنا و ادونا ودونا .. هنجيب منين نديك مش لاقى تطفح أديك .. طافح يا بلدى غدايا و لوعتى غدايا و آدى الأحبه التقوا و اتجمعوا عدايا أنا اللى زارعك دهب بتأكلينى سباخ .. ما إن كان دة تقل و دلع .. بزيادة دلعك باخ لا شفت فيكى هنا و لا شفت فيكى ترف .. كل اللى فيكى قرف كرامتنا متهانة .. و اللقمة بإهانة .. بتخلفينا ليه لما انتى كارهانا يعنى ايه تبقى إنتى هبة النيل يا بوبه و كل يوم المية تقطع يعنى ايه لما اشتكى غلو الفاتورة يقولوا تشكى .. بس تدفع لما قش الرز ثروة بتتحرق .. و أما نفط الأمة ثروة بتتسرق و أما جلادك على ولادك بيبطش .. و أما علمك ما يلاقيش ياكل فيطفش يعنى ايه نرفع ايدينا بالسلام لجل الغزاة .. و يعنى ايه لما ابقى ماشى فى حالى اتشد اشتباه يعنى ايه لما اتحبس أربع سنين حبس احتياطى .. حبس اعتباطى يعنى ايه مش حاسة بالعمر و غلاوته .. بتصبى مر العمر ليه .. دة انا كنت ح اوهب لك حلاوته أنا عمرى ما أتأمرت .. ولا حطيت شروطى .. و مكان ما ترسى مركبك بابنى شطوطى أنا كنت جيشك لما مماليلك باعوكى .. و كنت يوسف لما عشتى سنين عجاف و ضلوعى دى اللى فى معركة قادش حموكى .. و شفايفى دى اللى ما بطلتش فى يوم هتاف انا كل شبر فى أرضك اتمرمغت فيه .. و كل يوم عشتيه أنا اتعذبت بيه بتكرهينى عيونك السودة و أيامى اللى فاتت .. مانتيش حبيبيتى من النهاردة .. حبيبنتى ماتت مع صوت أدانك جرس فى الشدة صاحينلك .. من امتى كانوا الحرس هما اللى باقينلك بعتينى علشانهم وعنيكى معصوبة .. يا هلترى خاينة و لا زيى مغصوبة كل الكلام اتقال و الشعر بقى ماسخ .. و الصبر علو جبال و الظلم شىء راسخ وطن و غرقان فى النطاعة .. كل شىء ريحته نطاعة علمونا بالعصاية .. و رضعونا الخوف رضاعة .. علمونا فى المدارس يعنى ايه كلمة قيام .. قيام .. علمونا نخاف من الناظر فيتمنع الكلام علمونا ازاى نخاف و ازاى نكش .. بس نسيوا يعلمونا الاحترام فمتزعلوش لما ابقى مش باسمع كلامكم .. و متزعلوش لما ابقى خارج عن النظام مستنى ايه من طفل ربوه بالزعاق غير المشاكل و الخناق كل اللى بيقولك بحبك دول نفاق .. أنا لما قلت لك بحبك كان نفاق الحب يعنى اتين بيدوا .. مش ايد بتبنى وستميت تيت تيت يهدوا الحب حالة .. الحب مش شعر و قوالة .. الحب يعنى براح فى قلب العاشقين للمعشوقين يعنى الغلابة يناموا فى الليل دفيانين الحب يعنى جواب لكل المسجونين هما ليه بقوا مسجونين يعنى أعيش علشان هدف .. علشان رسالة .. يعنى احس بقيمتى فيكى إنى مش عايش عوالة يعنى لما اعرق تكافئيى بعدالة الحب حالة الحب .. الحب مش شعر و قوالة الحب حاجة ما تتوجدش فى وسط ناس بتجيب غداها من صناديق الزبالة الحب جواكى .. استحاله بارت مراعينا و البئر قد جفَ .. و الجوع يكوينا و الصبر ما كّفى والقلب لا يهدا و الجرح لا يشفى و لأننا طوع زنا لهم خفا جاءوا بموكبهم و اشتغلت الزفة الدفة مظبوطة و أصلا مافيش دفة و الكفة مش مايلة علشان مافيش كفة و جحا اللى جاى بالليل لساه بيتخفى شايف ديدان الغيط سارحة و مرحماشى من جبنه شاف الدود سابه و راح ماشى .. و لا اتكسف من الناس و لا حس على طوله الناس عشمها كبير جريوا بيشكوله .. ضحك جحا ضحكة مواشى .. مادام بعيد عن طينى .. ماشى الدود قاعد لك يا جحا و لابد فى طينك .. بعد ما يمص فى دمانا مش هيحلاله الا طينك احنا اهلك .. احنا رجالتك أمانك إحنا وقت الشدة سندك ..إحنا زادك يا جحا احمى ولادك لو كنت عايز تحمى طينك سوف أرحل ربما يلقانى من ارجو لقاه هامشى ويا الشحاتين و ابكى على حلمى اللى تاه .. بس مش هاشحت رغيف .. هاشحت وطن لله http://www.unimasr.com/community/viewtopic.php?f=33&t=51807&start=0
هشام الجخ
Philamater


something surprising, doesn't have to be materialized.. i can be more satisfied with a day out or jst a special memory =)

Ask me anything


content

Ask me anything


it's kindda hard to have that option , even if i did have i think i wont b able to force my self do it , i mean if i had like this magical gift or something like in CHARMED or EAST wick , the last thing i'd go for is to FORCE lovin' me on someone even if i did love him bad ,, but if i got him that way i will never feel the love words he say nor taste the sweet looks of gladness that he have me in his eyes , cause i'll know its all fake ,, all right to the end .
so my answer wont b my dream guy or the perfect knight in shining armor although i'd really love to, but it would be someone that i really screwed things with and didnt deserve my moody phases and jst to tell 'em i'm sorry not the other needy kinda o love ;)

Ask me anything


infinite xD

Ask me anything


ummm, i think my natural instinct will go for my mobile to call the fire department, then i'd take my guitar cause it's the nearest to my hands,, after that it'll get a bet difficult cause i love my converse so much but then again rules of the universe wins and i go for my wallet xD

Ask me anything

قلوب سوداء

قلوب سوداء

just us

I have no heart
feel no love , no fear
no joy , no sorrow
i'm hollow

PHILAMATER

مضت حياتى لحظه قبل اللقاء
و انا أهيم لا أرى حتى البقاء
يا فرحه غمرت حياتى بعدما
أيقنت أنى أُكابد الاشتياق

TIMOR LANK

انتبه

عزيزى الزائر
جميع حقوق الملكيه الفكريه مملوكه للمشنركين فى المدونه
و لا يحق اقتباس او نسخ اى من الأعمال بدون الرجوع الى صاحبه
Protected by Copyscape Originality Check

search

Wall of fame

Timor Lank
golden.pen
Alshamy
GADELiOO
MeGo
ISCOTO
Bo0oZie
الساحرة الصغيرة
mostafa gamal hashim
Ahmed Elshal
أحمد محمد فريد
FunKey GiRL
nour
shimaa
Waleed Hassan
ahmed hemaia
philamater

The Black Pearl

Our Time

Cairo

Connecting peaple

where we are

our visitors

On line

مرات مشاهدة الصفحة في الأسبوع الماضي

المشاركات الشائعة

Reach us

للإستفسار او الاقتراحات
black_hearts0080@hotmail.com
black_hearts0080@yahoo.com

Followers