undefined
undefined
undefined
وقفت أرقبها طويلاً وهي شاخصة البصر
فسألتها هلا إِليَّ حبيبتي كان النظر؟
فتلفتت نحوي حزينة كأجمل طفلة
فلم أر إلا المساء وقد تغشاه القمر
فإذا يداها ترتعش ورنتْ إِليَّ
بمقلة اغرورقت والدمع منها قد انحدر
فأصابني منها الوجل
ورأيت قلبي على عجل
وبلا خجل يدق ناقوس الخطر
تنهدت.. قالت: حزمت حقائبي
وغدًا سأمضي ..
لا تنتظر مني الرجوع .. شاء القدر
أن تُلهب القلب النيران
أن نحترق بلا دخان
أن ننسى أحلام العمر
ونبقى دومًا في ضجر
دار المكان
وتغيرت كل المعالم في ثوان
ووقفت
والصمت اعتراني كأنني أصمٌّ حجر
هبت رياح الحزن تعتصر الورى
وشعرت بالبيداء دبت في الحضر
أين أحلامي التي ..عاشت سنين؟
أين البيوت.. أين الشوارع والبشر؟
فعيني لم تصبح ترى حتى الثرى
هل أطفأت تنهيدتك نور القمر ؟
هوت النجوم خلف الغيوم .. وسمعت
صرخات السماء .. صرخة رعود .. وبكت مطر
أنفاسي ضاقت والحروف تلعثمت
نار هي أخمدتها .. وقت طويل
بركان صمتي قد انفجر
فسألتها: هل ضاع حبي في ربوعك؟
أم أنه في زحمة الأحزان مات أو اندثر؟
وطائر الأشواق في قلبي حزين
هيا أجيبي كيف أحيا إذا انتحر؟
قد عاش بين جوانحي عمرًا طويلاً
الآن تأتي لتنطقي هذا الخبر ؟
قالت: حبيبي
لم يزل قلبي بحبك يشتعل
نارالفراق تزيده حتى تأجج واستعر
أنا طائرٌ ليس يدركه الفتور
إن مات طائرك الحزين وما صبر
لا تبتئس نور العيون!!
فحينها أهديك قلبي راضية
تحيا به بعد السفر
فحملت أحزاني على كتفي وسرت
فتعثرت قدمي كأن الأرض قد مُلئت حفر
مر الزمن وضاع عمري بلا ثمن
وكأنني ورق الخريف يسقطه الشجر
تسقط تضيع بعد الربيع
تأتي الرياح كالاجتياح
لا تبقي منها ولا تذر
Alshamy