undefined
undefined
undefined
إيران هي دولة المفاجات .. فكثيراً ما فاجأنا المسئولين الإيرانيين ؛ و على رأسهم الرئيس " نجاد " ؛ بتصريحات غريبة تحمل الكثير من المفاجآت المثيرة.. و بغض النظر عن ( البهلوانيات ) التي يمارسها " نجاد " أثناء إلقاء تصريحاته ( العنترية ) .. التي نتمنى أن يصدق فيها.. فإن الرئيس الإيراني الشاب قد حظي بالكثير من الحب و التعاطف و المؤازرة الوجدانية من الشعب العربي الكبير.. الذي ألهبت ظهره سياط الهيمنة الأمريكية البغيضة.. و لكن ألا يعتبر إنتاج و عرض فيلم مثل ( إعدام فرعون )
غباءً ما بعده غباء من إيران ؟!!
و لمن لم يسمع به.. فإن فيلم ( إعدام فرعون ) هو فيلم إيراني وثائقي يتناول اغتيال الرئيس ( أنور السادات ) باعتباره عملاً بطولياً مجيداً.. و يصور قاتله " خالد الإسلامبولى " كبطل خالد ؛ خلص الناس من أحد رموز الطغيان و الفساد.. و أيضاً لمن لم يسمع .. فإن إيران لها تاريخ مديد فى تمجيد القتلة و السفاحين و كل من أيديه ملوثة بالدماء.. و علاقة بلاد إيران بالحركات المتطرفة ؛ و أهمها حركة ( الحشاشين ) التي أنشأها " حسن الصباح " فيما بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر الميلاديين ؛ غنية عن التعريف .. و لعل ذلك يرجع عامة إلى أن إيران دولة شيعية.. و معروف عن المذهب الشيعي التطرف فى كل شئ.. و كراهية التسامح و عدم التجاوز حتى عن أصغر الهفوات.. و لكن هذا ليس من المهم على الإطلاق .. بل المهم هو : ما الذي تظن إيران أنها ستكسبه من عرض فيلم كهذا.. و هل تعتقد أنها ببضع تصريحات جريئة ؛ صرح بها زعماؤها ضد السيطرة الأمريكية ؛ و كثير من الفرقعات فى الهواء ؛ قد صارت البطلة المدللة للشرق كله.. لدرجة تسمح لها بأن تُهين مشاعر المصريين بفيلم ( إعدام فرعون ) .. بل و تُهين مشاعر كل المسلمين السنة فى العالم ؛ بإقامة مزار لقاتل الفاروق " عمر بن الخطاب " المجوسي " أبو لؤلؤة " .. و لا تتوقع منهم فى النهاية أى غضب أو لوم ؟؟
ما هذا.. إذاً أهو دلال أم إستعباط أم غباء ؟؟!
و لماذا نحن دائماً فى الشرق الأوسط هكذا.. نتصرف بغباء لا مثيل له.. ما إن تجتمع آرائنا و تتجمع مشاعرنا حول موقف ما.. حتى يسارع أحد مغلفينا ؛ فيطلق طلقة طائشة في الهواء .. فتتفرق كلمتنا و تتباعد مشاعرنا من جديد.. ربما يكون الإيرانيون قد رأوا فى عرض هذا الفيلم السخيف انتصارا لعقائدهم المذهبية الخاصة.. و ربما غضب المصريون من عرض ذلك الفيلم.. و لكن المؤكد أن أول من سعد بذلك الفيلم و أستمتع به .. هم الأمريكيون.. الذين أثق بأنهم سروا بذلك العمل الغبى.. و ضحكوا حتى استلقوا على ظهورهم !!
منال عبد الحميد