undefined
undefined
undefined
هناك أسطورة إغريقية قديمة تحكى عن ساحرة حبسها ملك طاغية مع زوجها ؛ و وضعهما فى السجن ؛ فأحبت أن تلعب لعبة صغيرة تمكنها من التخلص من ذلك الملك الظالم.. فأحضرت جدياً مسناً ؛ و مزقته أرباً و وضعته فى مرجلها السحري .. ثم تركته على النار حتى غلى المرجل ؛ و بعد ذلك أخرجت من المرجل جدياً صغيراً ؛بدلاً من الجدي الأول المسن؛ و عرضت على الملك ؛ الذي سُر بالفكرة ؛ أن تعيده إلى شبابه بنفس الطريقة.. و لكنها ؛ بعد أن مزقته و وضعته فى المرجل لاذت بالفرار مع زوجها.. و تركت الملك الطاغية يغلى فى المرجل .. حتى أتت عليه النيران و أحترق !
هذه أسطورة قديمة.. المفروض أنها خرافة.. و لكن ما رأيك لو كانت تلك الخرافة تحدث أمام أعين العالم أجمع الآن !
فقد أغرت الدول الاستعمارية القديمة؛ التي لا تتخلى عن أطماعها أبداً ؛ سكان جنوب السودان بالخروج على الحكومة الشرعية فى الخرطوم.. و استغلت الاختلافات الدينية و اللغوية بين شمال وجنوب السودان.. و أجزلت الوعود و الأماني لمتمردي الجنوب ؛ حتى يشعلوا أرض ( دارفور ) ناراً و شراراً .. ناراً ستأكلهم هم قبل أى أحد آخر .. ناراً تُبقى السودان فى دائرة الفقر و التخلف للأبد.. و تمنعه من استثمار موارده الزراعية الهائلة.. و تعطى الفرصة للساحرات الشريرات للتدخل ؛ اليوم و غداً و بعد غد ؛ فى شئون دولة عربية كبيرة.. لديها مساحات من الأرض الخصبة تكفى لإطعام الشعوب العربية كلها.. لو زٌُرعت !
و السؤال الذي أتمنى أن أجد من يجيبني عليه هو:
ما الذي يعتقد متمردو ( دارفور ) أنهم سيحصلون عليه لو ربحوا المعركة ؛ و استقلوا بهذا الإقليم أو حتى بجنوب السودان كله ؟
على ماذا يتصارع أولئك الحمقى و يتقاتلون.. على الأرض التي أنهكها الجفاف و القحط.. على المدن و القرى الخربة التي ينعق فيها البوم.. على أشلاء القتلى والجرحى و المعذبين ؟؟!!
و لأن شر البلية ما يضحك.. فإنني أتمنى لو قابلت زعيم أولئك المتمردين .. لا لأجرى معه حواراً أو تحقيقاً.. بل لأذكره بالمثل الشعبي البليغ
( اللي خدته القرعة ... )
و الباقي أنتم تعرفونه !
golden.pen