undefined
undefined
undefined
لقد عاش طيلة حياته يطارد الغد بينما الحاضر يفلت من يديه بلا توقف .. و لم يفطن الى أن أفضل الأشياء قد تكون أبسطها .
سومرست موم .
***
كنا ليلا .. نتسكع فى شوارع المحروسة حيث تصطدم نظراتنا بالوجوه المكدودة من حولنا ؛ و بدا لنا أن تلك الوجوه بدأت تفقد أشياء كانت تميزها فيما مضي .. ما هى تلك الأشياء ؟! ؛ لا أعرف .
قال لى أخى :
_ ما تيجى نفكر فى مشروع .
لأرد عليه بسماجتي المعهودة :
_ مشروع يعنى سيولة .. سيولة يعنى إسبرين ؛ إسبرين يعنى صداع .. صداع يعنى ضغط عالى ؛ عالى يبقى هنحتاج أسانسير .. أسانسير يعني سيوره ممكن تنقطع و يقع بينا ؛ يعنى كل ده نهايته الموت ! .
الم أقل لك أنها سماجتى المعهودة .
***
أرشف من كوب الشاى الساخن فلا أشعر أنه ساخنا ؛ شارداً فى ملكوتى ألملم أيقوناتى المتناثرة هنا و هناك ؛ أغيب عن المكان .. تختفى الجدران ؛ أذوب .. أنهض ؛ أذوب .. رشفه ؛ ثم العثور على إحدى الأيقونات .. أشرد ؛ أرشف .. أعثر ؛ أعثر ؛ أرشف .. ليتوالى الشرود ؛ فقط لينهى تلك الجلسة الحميمية بصوته البعيد ؛ البعيد لدرجة أنه قريب جداً :
_ إوعى تنسي .
التفت ناحيته أحاول أن أعثر فى وجهه على دليل واحد لمعرفتي إياه .. فلم أجد ؛ لكنني قلت :
_ أنسى إيه ؟!
_ اللى إنت مش فاكره . !
هنا فقط إكتشفت روعة الحياة ؛ شخص لا تعرفه ينصحك ألا تنسي ما لم تعد تتذكره ! .. إنها حقاً رائعة !! ؛ قلت له و قد بدأ الغيظ يكتنفنى :
_ مين حضرتك .
_ تعرف إن حياتك عامله زى شوية الرمل بين إيديك ؛ عماله تتسرب من بين صوابعك و انت مش واخد بالك ؛ فاكر إن الرمل هيستناك لما تحقق اللى فى دماغك .. الغريب إنك حتى معندكش حاجه مستنى إنها تتحقق ؛ يعنى إنت ناسي الرمل و بتحلم بحاجة ملهاش وجود ؛ بتقول أنا بفكر فى المستقبل ؟! ؛ طيب وصلت لإيه ؟! ؛ و لا حاجة .. إنت حتى مخلقتش لنفسك كيان نفسك توصل له .. يعنى انت سايبها عايمه ؛ و خلى بالك الرمل مبيستناش حد .
و مضى .. و تركنى أفتش بين أصابعي عن الرمل المزعوم فلم أجد شئ !! .
***
ثم بدأت الأمور تتضح .. ببطء لكنها تتضح ؛ لماذا أوهم نفسي أنني أفعل ما يجب على فعله دون أن أحاول أن أفعله بالفعل ؟! ؛ لماذا لا أقتنع أن الفشل لا وجود له بل هو محاوله أولى للنجاح ؟! ؛ بل لماذا لا أكف عن تلك التساؤلات و أبدأ مسيرتى ؟! ؛ حقا سأفعل .
لن أعيش طيلة حياتي أطارد الغد بينما حاضري يفلت من بين يدى بل و سأقتنع أن أفضل الأشياء هي بالتأكيد أبسطها كما قال سومرست موم .
لن أرد على أخى بسماجتي المعهودة ؛ بل سأقول :
" مشروع يعنى فكرة .. فكرة يعنى تخطيط ؛ تخطيط يعنى تنفيذ ؛ تنفيذ يعنى محاولة للنجاح ؛ حتى و إن لم تأتى بالمراد ؛ لكنها تبقى محاولة تليها مجموعة محاولات حتى بلوغ النجاح . "
من الآن لن أترك الرمال تتسرب من بين أصابعى دون أن آبه بها ؛ و ستكون حصيلتى من الرمال هى وقودي للإجتياز ؛ و أبداً .. أبداً لن أئن .
مصطفى جمال هاشم
السلام عليكم
ازيك يا مصطفى عامل ايه ؟
ان شاء الله بخير :)
بصراحه العمل جميل جداً
أعتقد ان دى اول مره أقرالك النوعيه دى فى الكتابه ..
عجبانى طريقه السرد جداً .. مع ان بين كل مشهد و مشهد تحس ان فى " قاطع " .. بس ده يمكن اللى مخليها حلوه
الفكره نفسها جميله .. يمكن أول مره أقرالك حاجه متفائله كده
و مش ثوريه شويه D:
مبسوطه أوى يا مصطفى انك نشرت العمل ده هنا
و مستنيه أعمالك الجايه :)
تحياتى